حذر سيامند حاجو، رئيس جبهة كوردستان سوريا، من أن النهج الذي تتبعه السلطة الجديدة في دمشق، بقيادة هيئة تحرير الشام، ينذر بتكريس نظام مركزي شبيه بنظام الأسد ولكن “بغطاء إسلامي”، الأمر الذي قد يدفع البلاد نحو “التقسيم”، داعياً دمشق إلى إجراء حوار “عاجل” مع الكورد والدروز.
وفي تصريح لقناة “كلي كوردستان”، قال حاجو، إن الآمال التي عُقدت بعد سقوط نظام الأسد في تحقيق الديمقراطية والحرية “تلاشت”، معتبراً أن القوى الحاكمة حالياً “تريد الاستمرار في سلطة ونظام الأسد لكن بشكل إسلامي”.
وأوضح قائلاً: “كما نعلم أن سلطة الأسد كانت بعثية عروبية، وهؤلاء الأشخاص الجدد في السلطة يريدون الاستمرار على هذا النهج لكن بغطاء إسلامي، إذ لا يرغبون في التشاركية بالسلطة، ويتمسكون بالمركزية”.
انتهاكات ورفض لحقوق المكونات
أشار حاجو، إلى أن السلطة الجديدة ترفض منح المكونات الرئيسية كالكورد والعلويين والدروز “حق تقرير مصيرها أو إدارة مناطقها على الأقل”، وتعمل على “حكر السلطة في يد جماعة صغيرة”.
ودعم حديثه بوقائع على الأرض، قائلاً إن السلطة الجديدة ارتكبت “العديد من انتهاكات حقوق الإنسان ضد العلويين الذين تجاوز ضحاياهم الـ 1300″، بينما لا تزال “السويداء التي يقطنها الدروز محاصرة منذ فترة، وارتكبت فيها أيضاً انتهاكات”.
وأكد حاجو أن هذا النهج الإقصائي انعكس حتى في الوثائق التأسيسية، مشيراً إلى أن “الدستور المؤقت الذي وضعه الشرع، لا يعترف بالدروز، كطائفة دينية، وكذلك الإيزيديون والعلويون”.
الفيدرالية حل وليست تهديداً
رد رئيس جبهة كوردستان سوريا على المخاوف التي تسوقها دمشق وبعض الجهات العربية من أن الفيدرالية تعني الانفصال، بالقول: “العديد من البلدان في العالم اعتمد نظام اللامركزية والفيدرالية تجنباً للانفصال”.
وحذر بشكل مباشر من أن “سوريا إذا لم تطبق فيها الفيدرالية، وبقيت السلطة في دمشق متمسكة بالمركزية دون تحقيق التشاركية، حينها سيكون هناك مخاوف لتقسيم سوريا”. وأضاف أن “الشعب ولا المكونات في سوريا بعد ثورة 2011 لم تعد تقبل أن يكون القرار مركزياً من دمشق”.
دعوة للحوار مع الكورد
دعا حاجو، الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والمحيطين به إلى “الاجتماع بأسرع وقت مع ممثلي الكورد والدروز والاتفاق على كيفية إدارة شؤونهم ضمن سوريا موحدة”، مؤكداً أن الكورد مستعدون لذلك، لكن استمرار السياسات الحالية قد يدفعهم إلى “أن يخطوا خطى الدروز” الذين بدأ جزء منهم يطالب بحق تقرير المصير والانفصال.
وفيما يخص الموقف الدولي، رأى حاجو أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ترغب في تحقيق الاستقرار عبر السلطة الجديدة، لكنها في الوقت نفسه تريد ضمان حقوق المكونات ودمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الجيش السوري، وهو ما اعتبره “غير ممكن” إذا كان “دون شروط”.
وحول إمكانية التوصل لاتفاق بين الكورد وقسد من جهة ودمشق من جهة أخرى في المدى المنظور، قال حاجو: “هذا صعب جداً برأيي لأن دمشق غير مستعدة لذلك، ولا ترغب حتى في الاجتماع مع القوى الكوردية بخصوص الحق السياسي للكورد، ويقتصر تواصلها على الجانب العسكري فقط”، لافتاً إلى أن “تجنب السلطة الحالية للاجتماع مع الكورد، يؤكد عدم رغبتها في منح الشعب الكوردي في سوريا أية حقوق”.