سيامند حاجو: لماذا تتوفر الأموال لحفر الأنفاق ولا تتوفر لخدمة الناس؟
بخصوص زيارة وفد جبهة كوردستان سوريا ولقاءاته مع الأحزاب الكوردية وأعضاء الوفد الكوردي، أجرت قناة رووداو لقاءً مع السيد سيامند حاجو، رئيس جبهة كوردستان سوريا، تناول خلاله الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في كوردستان سوريا، إلى جانب عدد من القضايا الخدمية والبيئية والتعليمية.
في مستهل حديثه، أشار حاجو إلى أن كوردستان سوريا تُعدّ منطقة غنية من حيث الموارد، إلا أن الفقر ما يزال يثقل كاهل السكان، وقال: "بقدر ما أن كوردستان سوريا غنية، فإن شعبها يعاني من الفقر".
وانتقد حاجو أداء الإدارة الذاتية، قائلاً: "في السابق، كنا نحمّل النظام مسؤولية الاستيلاء على عائدات النفط، أما اليوم، فعلى الإدارة القائمة أن توضح بشفافية كيف تُصرف هذه الإيرادات".
وأضاف: "من الحدود وحتى منطقة تربه سبيه، هناك مئات الآبار النفطية، وتُفرض الضرائب على أصحاب المحال التجارية، لكن لا أحد يعلم كيف وأين تُصرف هذه الأموال". ولفت إلى أن "الكثير من الناس باتوا عاجزين عن إرسال أطفالهم إلى المدارس بسبب الأوضاع المعيشية المتدهورة".
كما أشار رئيس جبهة كوردستان سوريا إلى أنه تحدث مع عدد كبير من المزارعين خلال جولته، مضيفًا: "أغلبهم قالوا لي بصراحة: إذا استمر الحال على ما هو عليه، سنضطر لترك عملنا". وردًا على سؤال حول ما إذا كانت هناك أموال متوفرة أصلاً لخدمة الناس، تساءل حاجو: "لماذا توجد أموال لحفر الخنادق، ولا توجد أموال لتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين؟".
وفيما يخص الواقع البيئي، أكد حاجو أنه لاحظ خلال جولاته تسربات نفطية في عدة مواقع، تحوّلت إلى برك نفطية، الأمر الذي يؤدي إلى أضرار جسيمة تطال البيئة والزراعة، مشددًا على أن "من واجب الإدارة الذاتية توفير الخدمات للناس، لكنها حتى الآن لم تقم بما هو مطلوب منها".
وأضاف حاجو: "لا معنى للحديث عن وحدة الصف الكوردي إن لم نوفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة للناس، ولا جدوى من تدريس اللغة الكوردية، إذا كان أولادنا جياعًا ولا يجدون ما يأكلونه".
وتابع قائلاً: "لطالما برّرت الإدارة الذاتية تقصيرها في تقديم الخدمات بسبب ظروف الحرب، لكن لا يكفي أن نتفق على القضايا السياسية فقط. علينا أن نبدأ بالعمل الفعلي من أجل تأمين عودة الناس إلى مناطقهم، وبناء وطنهم من جديد".
وفي هذا السياق، أشاد حاجو بكونه تمكن من زيارة المنطقة رغم أنه من الشخصيات التي سبق وأن وجهت انتقادات لسياسات الإدارة، مشيرًا إلى أن "بعض الجهات ضمن PYD لم تكن راضية عن السماح لي بزيارة الوطن، لكن رغم ذلك، تم استقبالي بشكل لائق، ولم أواجه أية مضايقات".
وحول هدف الزيارة، أوضح حاجو أنها تهدف إلى "الاطلاع عن كثب على الأوضاع الراهنة، وبحث إمكانية تقديم العون والاستشارة للوفد الكوردي، خاصة وأن لدينا تجربة طويلة في هذا المجال، ولدينا علاقات واسعة مع جهات وشخصيات أوروبية".
وفي ما يتعلق بالمواقف السياسية، شدد حاجو على أن زيارته لا تعني بالضرورة تغيّرًا في قناعاته، قائلاً: "صحيح أن هناك بعض التغيّرات من جانب PYD في بعض المجالات، لكن مواقفي لم تتغير، وإذا تكررت أحداث مثل مجزرة عامودا أو ما حصل مع عائلة الشيخ حنان، فإنني سأكون أول من يعارضها وسأعود إلى الميدان مجددًا".
أما في ما يخص الحوار مع دمشق، فقد أبدى حاجو تحفظه على الطريقة التي جرت بها الأمور، قائلاً: "كان ينبغي أولاً التوصل إلى تفاهمات حول النقاط الأساسية، وبعدها تشكيل لجان تفاوضية، لكن ما يحدث الآن مخالف لذلك تمامًا، وهناك مخاوف حقيقية من أن تمتنع دمشق عن استقبال الوفد الكوردي أو التعامل معه بجدية".